الجمعة، 14 أبريل 2023

 

قتل شعب في ذاكرة الاحزان العالم يستذكر مرور 108 على ابادة الارمن

                          أ . د جواد كاظم  البيضاني

تحدثت حنه ارندت (Hannah Arendt) في كتابها أصول الشمولية  (The origins of totalitarian) عن تأثير الإبادة الجماعية على الشعوب الأصيلة في أمريكا وكندة وفي استراليا ، والطابع الوحثي الذي حمل أفكار عنصرية شوفينية وتطور سياسات الإبادة الجماعية لهتلر في أوربا.

وقد ترجم القتل الواسع النطاق للشعوب الأصلية في المستعمرات الفرنسية والبريطانية والايطالية


بشكل خاص إلى قتل جماعي خلال الحرب العالمية الثانية، ولاحظ عدد من المؤرخين ان هذا النمط من الاستهداف استمر منفذيه بتطبيقه خلال محاولات الجيش الألماني القضاء على شعوب( هيريرو، وناما) في جنوب غرب افريقيا (1904 -1907 ) ودور المستشارين الألمان في الابادة الجماعية للارمن (1915) وصرح هتلر لجنرالاته عشية هجومهم على بولندة والبولنديين  :" من يتحدث اليوم عن إبادة الأرمن على الرغم من كل ما حدث". واختار هتلر ايضاً في الخطاب نفسه أن يستشهد بالمثال الايجابي لجنكيزخان بوصفه مؤسس إمبراطورية عظيمة ، وكانت رسالة هتلر واضحة، فلا ينبغي لقيادات الحرب الألمانية ان تتحاشى قتل أعداد كبيرة من البولنديين وغيرهم من شعوب اوربا في الهجوم .

 

وفقاً لهذا المثل الذي اعتمد هتلر في أيدلوجيته اعتمد غيره ، وسلكوا نفس المسلك السياسي بإبادة الشعوب الأصلية ؛ وكان اخر المطاف ولعله لم يكن الأخير ما تعرض له الايزيدية على يد تنظيم داعش الإرهابي  .

والعثمانيون حلفاء الألمان انتهجوا نفس الأسلوب الذي سلكه الألمان مع الشعوب الإفريقية الأصيلة بإبادة شعب كامل وسيق بهم إلى الموت في إبادة هي الأعظم في تاريخ العالم الحديث ، وما انفك دكتاتور باكو باعتماد نفس السياسة بمناطق ارتساخ (ناغورني قارباخ) بل وحتى مع أرمينيا فسياسة القضم والاستيلاء على الأراضي لا تزال متبعة لحد الان في عمليات تهجير وإبادة قسرية وثقافية وبشرية بدعم من اطراف دولية معروفة.

 ان صمت العالم امام هذا الفعل المشين يحفز النظم الدكتاتورية على الحذو في تنفيذ هذه السياسات القسرية واعتماد الابادة بحق الشعوب المعارضة للنهج الاستعلائي الشوفيني واعتماد العنصرية التي ترفضها القوانين الدولية كممارسات بحق الشعوب المغلوبة والاقليات الخاضعة لمثل هذه النظم، فمبدأ الاتراك في ابادة الشعوب باقي ما دام الجُنات خارج طائلة العقاب.

  

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق